مراجعة أنمي قاتل الشياطين (Kimetsu no Yaiba)

على مدار السنوات القليلة الماضية، أصبح “قاتل الشياطين” (Kimetsu no Yaiba) واحدًا من أبرز أعمال الجيل الجديد، بل ويعتبره البعض جزءًا من “الثلاثة الكبار” الجدد إلى جانب “Boku no Hero Academia” و “Jujutsu Kaisen”.

لكن رغم الشعبية الجارفة التي حصدها، فإن المواسم الأخيرة أثارت جدلًا واسعًا بين الجماهير، حيث يرى البعض أنها لم ترقَ إلى مستوى التوقعات.


حبكة غارقة في الألم والأمل

مراجعة أنمي قاتل الشياطين

تبدأ القصة برحلة تانجيرو كامادو، الصبي الطيب الذي يجد نفسه في مواجهة مصير مأساوي بعد أن يُبادَت عائلته على يد الشياطين، وتتحول أخته الوحيدة نيزوكو إلى شيطانة. مدفوعًا بالألم، يقرر تانجيرو الانضمام إلى فيلق قتلة الشياطين للبحث عن طريقة لإعادتها إلى إنسانيتها والقضاء على المسؤول عن معاناتهما، زعيم الشياطين موزان كيبوتسوجي.

على طول الطريق، يلتقي بأصدقاء مثل زينيتسو وإينوسكي، اللذين يضيفان طابعًا كوميديًا على القصة رغم جديتها. كما يواجه شخصيات مؤثرة مثل هاشيرا اللهب، رينغوكو، الذي كان نجمًا لامعًا في أرك قطار اللانهاية، حيث قدم واحدة من أقوى المعارك وأكثرها تأثيرًا، انتهت بمقتله على يد الشيطان أكازا في مشهد أبكى المشاهدين وأثبت أن العمل ليس مجرد قصة شونين نمطية.


بين النجاح والإخفاق: كيف تغيرت جودة السرد؟

بعد قطار اللانهاية، جاء أرك حي الترفيه، الذي رغم صعوبة القتال ضد الشيطان العلوي السادس، قدم أبعادًا عاطفية رائعة، خاصة من خلال العلاقة بين داكي وشقيقها، والتي عكست بطريقة مثيرة علاقة تانجيرو ونيزوكو. هذا التوازن بين القتال والعاطفة منح الموسم طابعًا أكثر عمقًا وجاذبية.

لكن الانتقال إلى أرك قرية الحدادين شكل خيبة أمل للعديد من المشاهدين. فظهور شياطين الأسماك العملاقة جعل القتال يبدو أقل إثارة مما اعتدنا عليه، كما أن انتصار توكيتو مويتشيرو على القمر العلوي الخامس بدا غير متناسب مقارنة بالصراعات السابقة، خاصة عندما نتذكر المصير المأساوي الذي واجهه رينغوكو أمام أكازا. أما هاشيرا الحب، كانروجي ميتسوري، فرغم تميز أسلوبها القتالي، إلا أن شخصيتها بدت غريبة في عالم قاتم مثل “قاتل الشياطين”.


رسوم مذهلة وموسيقى أيقونية

لا يمكن الحديث عن “قاتل الشياطين” دون الإشادة بروعة التحريك الذي أصبح معيارًا جديدًا في صناعة الأنمي، خاصة مع إبداع Ufotable في تقديم مشاهد القتال بطريقة سينمائية مذهلة. أما الموسيقى، فقد كان “Gurenge” لليسا من أقوى شارات البداية، حيث استطاعت أن تعكس روح الأنمي بطريقة مثالية، في حين لم تحقق الشارات اللاحقة نفس التأثير القوي.


كوميديا زائدة أم ضرورة سردية؟

رغم أن الكوميديا عنصر مهم في الأنمي، إلا أن “قاتل الشياطين” يبالغ أحيانًا في إدراج اللحظات الفكاهية، مما يقلل من حدة التوتر الدرامي، خاصة عند مقارنته بأعمال أخرى مثل “جوجوتسو كايسن” الذي يحافظ على توازن أفضل بين الجدية والفكاهة.


خاتمة: هل يستحق كل هذه الضجة؟

لا شك أن “قاتل الشياطين” قدم تجربة فريدة جمعت بين القتال الملحمي والدراما العاطفية، لكن المواسم الأخيرة أضعفت من زخم القصة وقللت من قيمة بعض الشخصيات القوية. ومع اقتراب أرك القلعة اللانهائية، يبقى السؤال: هل سيتمكن الأنمي من استعادة بريقه؟ أم أن نهايته ستكون مخيبة للآمال؟

في النهاية، رغم أنني استمتعت بالأنمي في بداياته، إلا أن تراجعه في المواسم الأخيرة جعلني أعيد تقييمه، ولذا أمنحه تقييم 6/10 مع الأمل في أن يعيد الموسم القادم رفع مستوى الحماس والتشويق.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *